الرئيسية تقارير ومقالات أهم ثمار الثورة … لا يوجد مسلمون وأقباط … كلنا مصريون

أهم ثمار الثورة … لا يوجد مسلمون وأقباط … كلنا مصريون

0 ثانية
0
0
1,109

-كتب كريم الحسيني

كانت التعليمات واضحة ” الزم بيتك في ثورة 25 يناير وادع الرب أن يحفظ مصر سالمة ” ولولا مخالفة البعض لها لدفع أقباط مصر ثمن ذلك غالياً علي مر الزمان تشكيكاً في وطنيتهم وصدقهم .

يد واحدة ضد الفساد
يد واحدة ضد الفساد

التعليمات كان مصدرها البابا شنودة الذي حرص في آخر عظة سبقت ثورة 25 يناير الذي دعي الأقباط لعدم المشاركة في أية تظاهرات ضد النظام المصري ورأسه ” مبارك ” ووصل الأمر إلي إطلاق الكنيسة عبر اثنين من قياداتها وهما عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة مسطرد وصليب متي ساويرس كاهن كنيسة الجيوشي لحملة عبر الانترنت يدعون فيها الأقباط صراحة إلي عدم الانضمام إلي التظاهرات بدعوي أنها ” إخوانية ” حتي أن بسيط قال ما نصه ” لو الإخوان وصلوا للحكم مش هانعرف ننطق ولا حتي نتنفس “.

كما أصدر القس بطرس فلتاؤس رئيس الطائفة المعمدانية الأولى  بيانا أكد فيه رفض الكنيسة المشاركة فى مظاهرات 25 يناير التى تدعو إليها بعض الحركات السياسية، مشيرا إلى أن الأقباط لديهم فكر مسيحى تابع للكتاب المقدس الذى يقول “صلوا من أجل الرؤساء والسلاطين لكى نعيش حياة هادئة مطمئنة”، وقال “الكتاب المقدس يطالب بعدم مقاومة السلطات”.

وشيئاً فشيئاً بدت الثورة تتقدم والرئيس المخلوع مبارك يتراجع ، وتغيرت وجهات النظر لبعض قيادات الكنيسة حتي أن القمص بسيط حشد حوالي 50 كاهن وقصد التحرك إلي ميدان التحرير لكن هاتفاً نارياً جاء من مقر إقامة البابا شنودة حمل كل معاني التهديد ” لو خرجتم سيتم شلحكم ” فاضطر الكهنة إلي العدول عن قرارهم وهم يتسائلون من أوصل خبر تحركهم للبابا ..

وكانت تلك المحادثة التي جرت بينه وبين البابا عشية تصريحات البابا التي استفز بها غالبية الأقباط قبل المسلمين والتي قال فيها للتليفزيون المصري ” الكنيسة القبطية تدين بالولاء للرئيس مبارك و أنا أطمن له 8 مليون قبطي في جيبي ” .. ولذا اضطر الكهنة الذي كانوا يرفضون إشراك الأقباط في التظاهرات في حثهم علي التظاهر حتي لا يستأثر شباب الإخوان و بعض الحركات الاحتجاجية بالكعكة وحدهم فزاد عدد الأقباط المشاركون من العشرات إلي المئات وربما الألوف ..

وعلي مر 18 يوم من الثورة ضرب الشباب القبطي والمسلم أروع الأمثلة في ” الوحدة الوطنية ” الحقيقية بعيداً عن القبلات المصطنعة للقس والشيخ التي كانت تتصدر مشهد الإعلام الرسمي قبل ذلك والمشاهد التي عاصرتها في تلك الثورة العظيمة لن تنمحي من ذاكرتي ما حييت .

في جمعة الرحيل ” الجمعة الثانية ” اصطف المسلمون في ميدان التحرير والذي وصل عددهم قرابة 3 مليون شخص ، ليفاجئوا بالإخوة الأقباط يلتفون حولهم علي اتساع الميدان من الشباب ليشبكوا أيدهم لحراسة أثناء صلاتهم حتي انتهوا منه ، وهو مشهد ربما لم يكن أكثر من المتفائلين يحلم به ، وليس هذا فحسب بل قامت بعض الشابات المسيحية بخلع الشال الذي ترتديه ليصلي عليه شباب مسلمون يجدون أوساخاً في مكان سجودهم ، و قامت بعضهن بصب ” الماء ” للشباب المسلم ليتوضأ في مشهد لم يتكرر حتي في ثورة 1919 .

ناهيك أن الأقلية القبطية التي كانت موجود في الميدان طوال التظاهرات لم تشعر بأية عزلة وسط إخوانهم المسلمين فكانوا يتقاسمون الطعام والشراب حتي “بطانية ” النوم وعندما قرروا عقد قداس للموتي كان المسلمون يلتفون حولهم لحمايتهم ، ويبدو أنهم أدركوا الدرس بعد التأكد من ضلوع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي في تفجيرات القديس ، كما تأكدوا أن رصاصات مبارك الغادرة لم تفرق بين مسلم وقبطي فتوفي العشرات منهم مثل ” يوسف فايز أرمانيوس ، مريم مكرم نظير حليم بصل ، مايكل وصفي ملطي أبادير ، جرجس لمعي موسي سمعان ، أبانوب عوض الله نعيم خليل .

ولم يقتصر الأمر علي هذا فما حدث في لجان الحماية الشعبية كان يستحق وحده ” نوبل للسلام ” فلم نجد علي مر أيام الثورة أي اعتداء علي أية كنيسة رغم عدم وجود حراسة عليها ، فضلاً عن عدم حدوث حالة احتقان طائفي واحدة ، و ربما في غمرة حراسة الشباب لمنازلهم لم يلاحظ البعض أن الشباب المسلمون هم من قرروا حماية دور العبادة المسيحية في العديد من الأماكن كشبرا ومسطرد والمطرية وغيرها وبعض المحافظات  ، وعندما سألهم الشباب القبطي كان ردهم ” مفيش كنيسة وجامع .. في حاجة اسمها مصر في خطر ” .

وخلال خطب الجمعة الثلاثة التي ألقاها الشيخ مظهر شاهين بمسجد عمر مكرم كان يحرص علي التأكيد علي هذه المعاني ، وكانت خطبه توجه للأقباط والمسلمون معاً حيث دعا إلي إلى الثبات حتى النصر، مؤكدا رفض الجميع التدخل الأجنبى فى شئون مصر، فيما استعرض مطالب المصريين قائلا: «مطالبنا مشروعة نريد الحرية والديمقراطية، وإلغاء قانون الطوارئ، وتغيير النظام وتعديل الدستور، وحل مجلسى الشعب والشورى».

وأضاف أن ثورة 25 يناير علمت العالم كله الديمقراطية والأخلاق، فيما وجه حديثه للشباب قائلا: «لقد ظهر ذلك جليا فى حركتكم التى جاءت بأخلاق لم يعرفها الغرب، لم توجد حالة تحرش واحدة رغم وجود مئات الآلاف، ظهرت أخلاق المسيح فيكم».

وأشار الخطيب إلى أن «الثورة»، أثبتت أن المصريين مسلمين ومسيحيين على قلب رجل واحد، مشيرا إلى أنه رغم غياب الأمن وعدم تأمينهم للكنائس لم يعتد مسلم على قبطى ولا على كنيسة، مضيفا: «إياكم أن ترحلوا عن مكانكم، فهذا هو المكان الذى سيذكره التاريخ، حيث تجمع الملايين ليأخذوا حقهم وحريتهم، فإخواننا خلف الأسوار يعانون من التعذيب، آن لنا أن نطالب بحقوقنا وكرامتنا فهذه ثورة استرجاع الكرامة»، وتابع: «هناك من يريدكم أن تذهبوا لبيوتكم دون أن تأخذوا كامل حقوقكم وأوصيكم بالصبر والثبات حتى النصر».

وتلا الآية الكريمة «استعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين»، وأضاف: «لا تسمحوا لهؤلاء الذين يريدون أن يغيروا وجه هذه الثورة الحقيقى ويقولون عن الموجودين فى ميدان التحرير إنهم عملاء لجهات أجنبية، إن الشباب والنساء والرجال يرفضون التدخل الأجنبى فى شئوننا، وشباب مصر قادرون على أخذ حقوقهم».

ودعا الخطيب بقوله: «اللهم ثبتنا، اللهم رد إلينا حقوقنا، اللهم لا نريدها حربا ولكن نريدها سلاما، اللهم إنا نشهدك أننا نحب مصر، ونعشق تراب هذا الوطن، وإنا فداء لمصر، اللهم أعد إلينا كرامتنا، ووحد صفوفنا، واحقن دماءنا»، ثم أدى المصلون صلاة الجمعة فى حراسة الآلاف من الشباب، وبعدها أدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء، ثم رددوا نشيد الوطن .

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…