الرئيسية تقارير ومقالات الردود القاتلة

الردود القاتلة

2 ثانية
0
0
1,187

الردود القاتلة
ياسر الغرباوي

ياسر الغرباوي
ياسر الغرباوي

دونت علي حسابي في الفيس بوك تدوينة قصيرة عنوانها ((الأقباط المصريون ساهموا في آسر لويس التاسع قائد حملة الفرنجة في المنصورة في دلتا مصر )) كمساهمة مني  نحو بناء عالم أفكار مستنيرة تقوي علاقات الوحدة والترابط بين مكوني الأمة المصرية( المسلمين والمسيحيين)، وُتذكر الشباب المصري بالتاريخ الوطني المشرف للإخوة المسيحيين في فترات الأزمات والحروب التي تعرضت لها مصر.

لكن فوجئت بكم من الردود الكارثية التي جاءت تعليقاً علي هذه التدوينة الصغيرة والتي ُتؤشر إلي أن تشوهاً كبيراً أصاب الذاكرة التاريخية الجماعية عند العديد من شبابنا المصري، وسأعرض لكم بعضا من هذه الردود و سأنقلها كما كتبها أصحابها وبلغتهم العامية.

الرد الأول : ” طب و أين كانوا في حرب 1967 و كيف سحبوا أبناءهم قبل المعركة، وكيف عرفوا نتيجتها مسبقا وبخصوص موضوع لويس لماذا وقف نصارى مصر في دمياط معه و قتلوا كل سكانها من المسلمين ( قبل تقدم لويس للمنصورة و من ثم هزيمته )، وأخيرا و ليس بآخر هل قرأت مذكرات نابليون حول الدور الرائع للنصارى المصريين و مساعدتهم له لاحتلالها، وكان هناك مثل شاهد وهو ( المعلم يعقوب ).

الرد الثاني : “والله يا أستاذ ياسر أول مره أقرأ شئ حلو عن الأقباط اللى تملى  عهدهم مميز بالخيانة مع المغول والاحتلال الانجليزي”

الرد الثالث : “لا تعبر عن واقع المسيحيين ، إحنا فاضل نبوس الرجول والأيادى ولن يرضوا عنها أيضا يا أستاذ ياسر القرآن قال كدا والله “

وهناك العديد من الردود الأخرى التي تسير في هذا المسار المظلم والقاتل والذي لا يُبشر بأي خير علي مستوي المستقبل القريب أو البعيد  لبلدنا مصر. ويتضح من فلسفة وطبيعة هذه الردود التالي :

1 – ضمور في معرفة الذاكرة التاريخية الناصعة للدولة المصرية وشعبها المتلاحم علي مر العصور

2- انتشار الأفكار الانقسامية والفتنوية وسط قطاعات من الشباب المصري .

3- الحاجة الماسة إلي آليات واستراتيجيات ترصد هذه الأفكار الضارة وتتعامل معها فكريا ومعرفيا؛ فالحروب الطائفية والفتن الأهلية تنشأ  في عالم العقل والوجدان قبل أن تبرز إلي الميدان.

4- أن معركة بناء قيم المواطنة والمساواة تحتاج لتضافر كافة المؤسسات المصرية الأكاديمية والدينية، والحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني والتي ينبغي أن توجيه جهودها نحو الشباب بشكل خاص .

5- سوء فهم البعض للآيات والنصوص الدينية  التي تخص المخالفين في الاعتقاد وتفسيرها تفسيرا متعسفاً يسبب ارتباكا وإشكالاً في العلاقات الاجتماعية بين الطوائف .

ومن خلال ما تقدم يتضح لنا أن دفع عجلة مصر نحو التقدم والازدهار يحتاج إلي ثورة معرفية وفكرية حقيقة تستلهم روح التاريخ المصري المشرق المعبر عن عمق  الترابط والوحدة بين مكونات النسيج الإجتماعي المصري من اجل  تحقيق العدالة والمساواة والحرية لكافة فئات الشعب المصري العظيم .

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…