الرئيسية تقارير ومقالات فيضان الكراهية في باكستان

فيضان الكراهية في باكستان

1 ثانية
0
0
1,012

ياسر الغرباوي

حصاد الفتنة
حصاد الفتنة

أعدت عائلة حسين علي الشيعية نفسها للمشاركة في مظاهرة يوم القدس العالمي في مدنية كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في باكستان وقسمت العائلة المهام بين أفرادها الأربعة فالأب وقعت عليه مهمة شراء أعلام فلسطين والأم تحملت مهمة إعداد وجبة الإفطارالرمضاني علي نحو يسمح بتناولها في مكان المسيرة أما الأولاد فاطمة وحسن فكانت مهمتهما في المسيرة حمل الأعلام والمساعدة في تنظيم تواجد الأطفال في المظاهرة

وبدأت الجماهير تحتشد وتنتظم وكلهم لاهم لهم سوي مناصرة القدس وأهل فلسطين المناضلين ضد الصهاينة الغاصبين وكلما تحركت المسيرة للأمام وسط شوراع كويتا زاد عدد المشاركين من النساء والرجال والأطفال، فكم هو جميل أن تجد فصيلاً من شعب باكستان لاينسي قضية القدس قبلة المسلمين الأولي وقضيتهم المركزية الكبري علي الرغم من الفيضانات القاتلة التي  شردت قرابة عشرين مليون مواطن وهدمت البيوت وحطمت البساتين ويقومون بهذه المسيرة الرمزية التي تؤكد علي تآزر ووحدة هموم وآمال ومالآت الشعوب والأمم الإسلامية .

نيران الكراهية

وسط هذه الأجواء التضامنية وروح التواصل الإسلامية التي حاولت المسيرة أن توصلها لشعوب العالم اشتعلت نيران الكراهية والتعصب وأحرقت العديد من المتظاهرين وتجلي ذلك في التفجير الانتحاري الذي استهدف المسيرة وخلف-حسب الشرطة الباكستانية- 54 قتيلا و160 جريحا من المتظاهرين، وعندما سمعت الخبر قلت بالتأكيد يقف خلف هذا التفجير الصهاينه وأعوانهم ولكن خاب ظني عندما علمت من وسائل الإعلام إعلان حركة طالبان باكستان السنية  مسئوليتها عن الحادث  !!!

عندها كدت أفقد صوابي وشعرت بغصة في حلقي وضيق في صدري  فكيف ُيقدم مسلم في هذه الأجواء الإيمانية والظروف الإنسانية للشعب الباكستاني علي أن يفجر نفسة في مسيرة لدعم القدس !!

ومناصرة فلسطين، عندها أدركت أن نيران الكراهية والتعصب والحقد بين الطوائف والمذاهب والحركات الإسلامية بحاجة إلي حملاث إغاثة وإنقاذ ومعالجة عاجلة منا جمعيا  فهي أخطرعلي الأمة من الكوراث الطبيعة التى تقع بقضاء الله وقدره وأقترح علي سادتنا العلماء ونخبنا الثقافية والإجتماعية والسياسية أن يطلقوا نداءات وصرخات العون لإقتلاع حشائش الفتنة والتعصب الضارة التي تفتك بالعقول المسلمة فتجعلها لا تفرق بين عدو والصديق !!

ولا تنسوا قراءة الفاتحة علي روح الطفلان حسن و فاطمة  اللذان قتلا في التفجير وادعوا لوالدايهما بالصبر والسلوان .

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…