الرئيسية تقارير ومقالات حلول ” البدائل” لمشروع التعددية.. مبادرات ضد الطائفية

حلول ” البدائل” لمشروع التعددية.. مبادرات ضد الطائفية

0 ثانية
0
0
1,075

حلول ” البدائل” لمشروع التعددية.. مبادرات ضد الطائفية

–   أحمد عبد الحميد

في قلب القاهرة وعلى بُعد بضعة أمتار من النيل..النهر الذي وحد المصريين أعواماً عديدة وكان رمزاً لوحدتهم قبل أن يكون

مبادرات لدعم التعددية والتنوع
مبادرات لدعم التعددية والتنوع

رمزاً للحياة عند أجدادهم القدامى، يقع منتدى البدائل العربي للدراسات، أحد مراكز الدراسات السياسية المعنية بقضايا الديموقراطية والتغيير وتنمية وتطوير المجتمع المدني؛ التقى مجموعة من المبادرين الذي أهمَّهم حالة الاحتقان الشديدة التي صبغت الشارع المصري، احتقان خشوا منه أن يتحول لشرخ كبير يعمل على خلخلة الجماعة الوطنية وتشظيها.

كانت أولى المبادرات في الورشة الصغيرة التي قدمت لها وأدراتها الدكتورة هبة رؤوف أحد أهم الباحثات والناشطات المصريات المهتمات بقضايا التنمية والمجتمع المدني، هي مبادرة ” عيش وملح” التي قدم لها الناشط مينا ناجي ( 23 ) عاماً طالب الهندسة، والذي تحدث عن أن المبادرة بدأت عن طريق مجموعة من الشباب المسلمين والمسيحيين الذين أقلقهم وأهمهم النزعة الحادة التي بدأت تتواجد بقوة في محيط الشارع المصري على المستوى السياسي والاجتماعي والأهم الثقافي والإعلامي، وكان من رأيه أن معالجة الخطابات الحادة والنزاعات الطائفية وغيرها يصب في المناقشات والدراسات البحثية والأكاديمية فقط لا غير، لذا كانت من وجهة نظره هو وزملاءه المشاركين في المبادرة هو الانتقال لمساحة العمل المجتمعي والقرب أكثر من واقع وحياة الناس.

عالم افتراضي

يقول مينا أنه قبل أقل من عام تعرَّف على زميله محمد شرف عن طريق تعليق عابر فى إحدى مجموعات شبكة الفيس بوك الاجتماعية، ومن ثم كانت قراءة المقالات والتعليقات المتبادلة بداية التعارف والنقاش، ومن خلال ذلك انضم صديقان جديدان هما هشام حسن ثم رامى صبرى إليهما لتتسع حلقة النقاش وينتقل الأمر من العالم الافتراضي إلى لقاءات حية. ثم قررت هذه المجموعة تدشين مبادرة تحت عنوان «عيش وملح» للتعبير عن فكرة تقول: إن الحياة اليومية بين المصريين أبقى من أى مشاكل طائفية، وعلى الفيس بوك كتب أعضاء المبادرة رؤيتهم وأهدافهم مما استغرق منهم شهرين من اللقاءات والمتتابعة حتى تحددت رؤيتهم حول ” إقامة عمل اجتماعى وثقافى ينهض بالمجتمع”. وعلى مدى عدة أشهر بعدها عملت المجموعة على عملية البناء الداخلى بين أعضائها لتعزيز الثقة بينهم، من خلال مناقشات دورية بين الأعضاء المؤسسين.

كسر الحاجز

تتركز نشاطات المبادرة بشكل رئيسي في تنمية شبكة العلاقات الاجتماعية على أسس المساحات المشتركة بين المختلفين في الدين والانتماء السياسي أو المذهبي عن طريق فعاليات اجتماعية وثقافية مشتركة لإزالة حواجز الخوف من الآخر، والمشروع الآخر الذي يقومون عليه في ” عيش وملح” هو العمل على إقامة حوارات ثقافية جادة تمس خصوصيات الاختلاف لإذابة الجليد والرهاب من الآخر عن طريق محاورين مميزين ومتخصصين بعد حصر المواضع والإعداد الجيد لها عن طريق ورش عمل ودورات تدريبية وندوات ومؤتمرات ومسابقات ثقافية وحملات اعلامية وبرامج تليفزيونية وعبر شبكة الإنترنت.

يحكي مينا أن الأمر الآخر الذي رأوا أهمية الاهتمام به هو مساهمة أعضاء المبادرة في تطوير الخطاب الديني ( الإسلامي- المسيحي ) لدعم ثقافة التعايش واصلح ماأوغل الصدور وفرَّق الجماعة المصرية. في النهاية كما يقول مينا :” نحن مجموعة ليست استثنائية لكن في النهاية هي مجموعة شباب تؤمن بوطن واحد لكن برؤى مختلفة”.

فيما كانت مداخلة المبادرة الثانية وهي مبادرة مطروحة من مركز التعددية والتنوع لمؤسس المركز ومديره الباحث الاستراتيجي ياسر الغرباوي، والذي كانت مداخلته عبر الفيديو من دولة قطر..

حيث تحدث بدايةً عن مركز التعددية والتنوع  والتي جاءت فكرته كما قال الغرباوي للمساهمة في إخراج المجتمع العربي والإسلامي من تحدى الفتنة والشقاق وعوامل الانهيار المجتمعي والسياسي، خاصة مع بروز المشاكل الطائفية التي صبغت خريطة الوطن العربي والإسلامي، ومع عدم وجود مراكز دراسات كافية  تهتم بهذا التحدي؛ جاء مركز  “التنوع ” كما يضيف الغرباوي:”  ليكون مبادرة رائدة تصب في مسار إيجاد حلول لتحدى الفرقة، والحفاظ على النسيج الاجتماعى للأمة وتجنيب شعوبها الانزلاق في جحيم الحروب الأهلية .

تعددية وتنوع

المركز كما أشار الغرباوي تقدم بمبادرة شراكة مع مركز البدائل هدفها هو إيجاد ثقافة اعتدال تؤدي إلى قبول الآخر، والتعايش والتفاعل معه دون حساسيات أو استعلاء أو رفض أو تعصب؛ وذلك ليعمل الكل ومن أتباع الأديان والمذاهب والطوائف على إنماء هذه الثقافة ونشرها في ربوع مصر.

المبادرة التي حملت عنوان ” نحو مشروع لإدارة التنوع والاختلاف في الساحة المصرية” عبارة عن حزمة من البرامج (إستراتيجية وسياسية وشرعية وجغرافية ومجموعة من البرامج التنفيذية ) يقوم بتدرسيها مجموعة من الأكاديميين والخبراء لشبكة من الطلاب الواعدين والمهتمين بالفكر الطائفي من المصريين (مسلمين ومسيحيين) لرفع وعيهم  في التعامل مع أسباب الخلاف التاريخي والديني المعاصر بين مكونات المجتمع المصري، لتأهليهم ليصبحوا أكثر  قدرة على خلق مشروعات مشتركة، تقرب بين المسيحيين والمسلمين، وإيجاد خطاب إنساني تسامحي داخل المحيط المصري.
وهدف المشروع الأساسي كما أشار الغرباوي هو تغيير تفكير جيل من الأساتذة والمهنيين والدعاة من التعصب إلى التسامح، وتكوين شبكة اتصالات وتعاون بينهم؛ ليتعاونوا فيما بعد من خلال مراكزهم، ومجالاتهم على إخراج الأمة المصرية من حالة الاستقطاب و التأزيم و الانفجارات الداخلية إلي بر الاستقرار والتسامح.

موائد كرنفالية

كانت المبادرة الثالثة والقريبة من مشروع ” عيش وملح”  هي مبادرة ” مصارحة ومصالحة ” والذي تحدث عنها هانى جورج الذى اعتبر أن أهم نقطة ترتكز عليها مبادرة ” مصالحة ومصارحة ” هو الخروج من  النطاق الكلاسيكي المعتاد لمحاولات التقريب بين المسيحيين والمسلمين والممثلة في موائد الوحدة الوطنية الشكلية والاحتفالات الكرنفالية بين المسلمين والمسيحيين. ومن هنا جاءت فكرة المبادرة التي عملت على تعميق وتكريس إيجاد مشاريع مختلفة تساعد على إذابة النزعات الطائفية والأفكار العنصرية التي ازدادت مؤخراً فى المجتمع، موضحاً أن: “الحوارات والنقاشات التى عشتها فى مبادرة مصارحة ومصالحة ربما لم تنزل إلى الشارع فى أنشطة حركية لكنها أوجدت بيئة آمنة شجعت أعضاءها على الكتابة فى الإنترنت، ولفت نظر الآخرين إلى ما قد يكون إساءة فى حق الآخر، كما أن هناك رؤى أخرى لفكرة وأهداف المبادرة لا يمكن إغفالها”.


عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…