الرئيسية تقارير ومقالات جبهات القتال المفتوحة للثورات العربية

جبهات القتال المفتوحة للثورات العربية

2 ثانية
0
0
1,082

جبهات القتال المفتوحة للثورات العربية

ياسر الغرباوي

الثورات العربية هل تغير الشعوب أيضاً
الثورات العربية هل تغير الشعوب أيضاً

الثورات العربية الراهنة في العالم العربي فتحت باباً للأمل أمام الشعوب العربية لنيل حريتها وكرامتها وامتلاك زمام أمرها في مسار التداول السلمي للسلطة وتحقيق قيم العدالة والمساواة الاجتماعية بين أفراد الشعب جميعاً، فهناك ثورات عربية نجحت في إزالة الأنظمة المستبدة مثل تونس ومصر وتسعي الآن لبناء نظام سياسي جديد قائم علي الحرية والعدالة، وهناك ثورات عربية أخري تطمح للوصول إلي أهدافها الكبري مثل الثورة اليمنية والثورة اللبيبة وانضمت لهما مؤخرا ثورة الكرامة السورية.

وكما تعرفون مدى اختلاف الحواضن الاجتماعية للبلدان العربية فهناك مجتمعات عربية متنوعة عرقياً ومذهبياً ولغوياً وقوميا مثل سوريا والعراق، وهناك دول متنوعة مذهبياً وطائفيا مثل البحرين والسعودية ، والقاسم المشترك لكل المجتمعات العربية أنه قلما تجد مجتمعاً عربيا واحداً غير متنوع عرقيا ً، أو لغوياً،أو دينياً،أو قوميأ.

من خلال تجربة الثورة المصرية والتونسية أتضح أن المجتمعات التي نجحت في بناء هوية وطنية  جامعة يتفق عليها جميع أطياف المجتمع مثل الحالة المصرية التي يري فيها المسلمون والمسيحيون أنفسهم أنهم مصريون متساون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين المختلف، تكون فرص نجاح الثورة فيها أعلي من المجتمعات التي مازالت تحتاج إلي بناء هوية جامعة يتفق عليها الجميع مثل دولة البحرين والسودان وذلك لسببين هما:

الأول :لا يستطيع النظام المستبد أن يستخدم فزاعة إما بقائي أو الحرب الطائفية وتفتيت البلد والقضاء علي وحدتها  الجغرافية .

ثانياً: يكون من السهل حشد الجماهير حول المبادئ الكبري للثورة التي بتحقيقها سيستفيد الجميع بدون تميز وتحيز أو إقصاء.

جبهات القتال :

الشعوب العربية الثائرة وتركيبتها الاجتماعية متنوعة ولم تتفق علي هوية وطنية جامعة ينبغي لها أن تقاتل علي جبهتين مفتوحتين في وقت واحد هما

1-الجهة الأولي :هي الصراع مع المستبد الظالم ونظامه الغاشم والذي سوف يستخدم كل الأوراق المتاحة  لبث الفرقة والفتنة بين الجماهير حتي ُيخمد روح الثورة .

2- الجهة الثانية: هي جبهة بناء هوية وطنية جامعة تجسد قيم المساواة والعدالة والحرية للجميع بغض النظر عن الدين،أو العرق،أو اللون؛ من هنا ينبغي للثوار الذين يعملون في المجتمعات المتنوعة أن يعكسوا في ثورتهم  فلسفة الهوية الوطنية الجامعة سواء علي مستوي الإستراتجيات، والسياسيات، والشعارات بحيث تمثل كل الطوائف والعرقيات في جسم الثورة من حيث القيادات، والتوزيع الجغرافي.

ويفضل للمجتمعات العربية التي لم تحسم أمر هويتها الجامعة بعد، ومازالت تعاني من احتقانات طائفية تفرق بين المواطنين أن تناضل على هذه الجبهة أولاً عبر آليات المجتمع المدني  قبل إنداع ثورتها الجماهيرية لأن البدء في الثورة وسط انقسام اجتماعي حول الهوية يجعل الجنود المقاتلين (الجماهير ) الذين هم وقود الثورات السلمية العربية يفقدون بوصلتهم الثورية تحت ضربات أجهزة الإعلام التي تخضع لتوجيهات وسياسيات الأنظمة المستبدة والتي سوف تلعب علي وتر الفتنة والانقسام، وساعتها يرتفع سقف الخطورة المتوقعة علي المجتمع من زاوية قابلية البلدان للتفتيت الجغرافي والدخول في نفق الحروب الأهلية التي لا تبقي ولاتزر في حال فشل الثورة والتغيير.

 

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…