الرئيسية تقارير ومقالات الدين لله والثورة للجميع

الدين لله والثورة للجميع

0 ثانية
1
0
1,738

مصريون يقومون بربط علم مصر بين كنيسة القديسين ومسجد يقابلها وسط ابتهاج شديد بزوال الطائفية مع الاستبداد.

– أحمد عبد الحميد
” الإستبداد أصل كل الشرور” مقولة لإمام أهل الحرية عبد الرحمن الكواكبي..تحققت فعلياً في ثورة المصريين التي لم تطح بنظام استبدادي وفقط، وإنما أطاحت من ضمن ما أطاحت باحتقان نفسي، وفساد اجتماعي، وقهر أمني، وكان الأهم هو سقوط عنوان “الطائفية ” الذي ظهر بشكل جلي في السنوات الأخيرة قبل سقوط النظام، فلا ينكر أن الاستبداد تربة تنموا فيها كل أنواع الشرور، وأن الحرية تربة تنبت بها كل الفضائل.

التعصب كغيره من سلبيات مقيتة يتولد حينما تغيب القضايا الكبرى، حينما يغيب المشروع القومي والوطني، حينما يتحلل ويهترئ الوطن فيلوذ أبناءه بأوطان صغيرة تشعر معها بالأمن النفسي والاجتماعي والتي قد تظهر مرة في صورة فئة دينية، أو جماعة عرقية، أو يصغر هذا الوطن كثيراً ليصير فريق كرة قدم، حينما تتفكك الدولة وتنحل يسقط لوائها ويهرب أبناءها لمؤسسات أصغر حجماً ينتمون إليها، ومن ثم يتعصبون لها ليشعروا بذواتهم.

تظهر التعددية والتسامح في وطن لا تمارس فيه تياراته السياسية دور ” استقطابي ” و” فئوي” ، حينما تصير قضايا مثل التحرر والوحدة والنهضة والبناء قضايا قومية وهدفاً واضحاً للجميع . بينما يظهر التعصب والكراهية بين أتباع الأديان في عصور الانحطاط والانحلال والاستبداد السياسي.


سقط الاستبداد فسقطت معه الحزبية والجبهوية والطائفية و” الأنا ” و ” الآخر”  و”مسجدكم” و” كنيستكم”، وقامت الحرية فقامت معها التعددية والتنوع والوحدة و” نحن” و”الجميع ” و” الوطن” و” ومصر” . في جو الحرية ظهر تلاحم نفسي بين مسلمي الوطن ومسيحيه، كل وقف ساعة الثورة على أرضية واحدة، مطلب الحرية وانتزاع عبودية المخلوق لعبودية الخالق، هدفان يطلبهما ثنائيان، وثنائيان يجمعهما هدف واحد، يعبر عنهما آذان يتردد، وترانيم تصدع في أرجاء العالم اليوتيوبي الجديد.. ميدان التحرير.


كان البعض يحلم بنموذج لاهوت تحرير مصري يؤمن فيه مسيحيوه ومسلموه بالحرية قبل الشريعة، وبالإنسان قبل الدين، لاهوت تحرير يؤمن بأن الدين في أصله وجوهره ثورة، وأن كلمات ثورية مثل ” أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” و” الإيمان الذي يكتفي بحضور قداس الأحد، ويرضى بالظلم طوال الأسبوع.هو إيمان لا يقبله الله”. يجب أن تتصدر المشهد لتصبح إضاءات ومعالم لتغيير قادم..فالكثير لم يتوقع ان يرتفع سقف التغيير لثورة.. فصنع الشعب وحده تياراً ثورياً بدون مشايخ تعارض، أو قساوسة تهتف.

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

تعليق واحد

  1. هدى ابراهيم محمد

    1 مارس, 2011 at 8:52 صباحًا

    والله أحلى كلام حقيقى وبإختصار الدين لله والثورة والتحرير للجميع / حقيقى فى الوحدة العلا

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…