التعليقات على: العقل المسلم والتعلم بالعصا https://www.tanaowa.org/site/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b5%d8%a7/ مركز يهدف لنشر ثقافة السلام والوئام وبناء السلام Tue, 22 Dec 2015 20:14:35 +0000 hourly 1 https://wordpress.org/?v=5.9.9 بواسطة: Rofieda Shaibani https://www.tanaowa.org/site/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b5%d8%a7/#comment-2214 Tue, 22 Dec 2015 20:14:35 +0000 http://www.tanaowa.com/?p=1299#comment-2214 السلام عليك استاذي ياسر ,
أشكرك شكراً جزيلاً على محاضرتك لهذه الليلة عن جذور الاحتقان الطائفي في اقليم الشرق..

قرأت المقال وهو رائع ,, كما بدأت في قراءة كتابك “الهروب من الحرب الأهلية مصر نموذجاً”

كنت قد سألتك سابقاً حول : هل يرجع أصل مشكلة الطائفية والصراعات منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا الى عدم تقبل الآخر وعدم فهم التعدد والاختلافات ,, أم أن المشكلة لها بعد نفسي أيضا لا يُمكن تجاوزه ؟؟؟
والحقيقة لم يكن هناك وقت لتوضيح المسألة بسبب رغبة الجميع في وضع الاسئلة .

لقد ذكرت لك مثالاً حول مدى ارتباط الانسان بالعالم المادي من حوله ولم يكن القصد من ذكر المثال هو توضيح أن للانسان انتماء معين للمكان الذي ولد فيه ,, بل كان القصد توضيح كيف أن هذا الارتباط بهذا العالم المادي هو سبب المشكلة منذ قديم الزمان وسيستمر حتى ولو قمنا بنشر ثقافة الوعي بأهمية الاختلافات والتعددية والتنوع والسبب في ذلك هو سيكولوجية الإنسان نفسها وتكوينه …

الانسان يقدر ذاته ويعتقد أنه على صواب وأن مرجعيته هي الصواب وهو ينطلق من منظلق تجاربه الشخصية فقط ,, واذا انتقدت موضوع معين يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالانسان فإنه يأخذ هذا النقد أنه لشخصه ..

فعلى سبيل المثال اذا افصحت عن رأيك في شكل ملبس شخص ما أو ترتيب منزله فهو يأخذ هذا التعبير أنه موجه لشخصه والسبب أنه ما يلبس أو ما هو مصمم في شكل منزله هو مرتبط بطريقة ما بشخصيته هو , كذلك الحال ان توجهت بالتعبير عن رأيي عن فكرة أحدهم فإنه ينظر لهذا الأمر أنه موجه له باعتباره هو صاحب الفكرة ,, وهذا ما قصدته في الارتباط المادي للانسان بأشيائه وأفكاره ومعتقداته ,, ومن هنا تنشأ كل هذه الخلافات ,,

باعتقادي أن المسألة مسألة وعي وفهم بكيفية فصل الانسان عن افكاره ,, الانسان كيان مستقل عن فكرته , حينما يدرك كل انسان هذا الامر فإنه يتعامل مع انتقاد الآخر لأفكاره أنه ينتقد الفكرة ولا ينتقد ذاته هو “الفكرة شي والانسان شي آخر”

في معاناة حنبل والطبري وغيرهم ممن تعرضوا للاذى بسبب أفكارهم المخالفة ,, كان الطرف الآخر يواجههم بهذا الأذى بسبب اعتقادهم أن هؤلاء ينتقدوهم وينتقصون منهم بطريقة غير مباشرة “مجرد اعتقادك بفكرة أخرى غير فكرتي فأنت تسلم جدلاً أن فكرتك صواب وفكرتي خطأ , ومعنى أن فكرتي خطأ أنك انك هاجمت أفكاري ومعناها أن تهاجمني أنا , تهاجم ذاتي , وأنا من حقي أن أدافع عن ذاتي بكل ما أملك من قوة” بينما لو كانوا يدركون أن “هم لا ينتقصون مني , هم لا يهجمون على ذاتي وانما يرون الفكرة غير صحيحة ولديهم وجهة نظر مختلفة لما كان هناك كل هذا النوع من الصراع ..

اذا تفضلت واخترت شخص من أفضل من يؤمن بحرية الاختلاف وتعدد القناعات في مركزك الخاص ثم توجهت اليه بعرض رأيك حول اشياء ترتبط به ,, عبر عن مدى اعجابك أو عدم اعجابك بدولته أو بشعبه أو بطريقة حياتهم أو فكرة تعتقد أنها خاطئة ,, بل إن كان حاصلاً على درجة علمية معينة وأخبرته أن لديك بحثاً يعرض كيف أن هذا الأكر مخالفاً لما استنتجه هو , ستجده لا شعوريا يدافع عن كل ذلك دفاعاً مستميتاً ولن يسمح بمجرد التفكير أن ما توصل اليه بعد عناء شديد هو في الاساس معلومات خاطئة وتم تعديلها , لأنه ببساطة مرتبط بكل هذه الاشياء ارتباطا ماديا ويشعر انها جزء منه ,, بينما لو لم يكن مرتبط بها فسيركز على مدى صحة الفكرة نفسها ان كانت صائبة أو خاطئة أو تحتمل اكثر من معنى ولن تكون لديه مشكلة في أن يعترف أن كل ما توصل إليه كان خطأ وأنه مستعد لتعديله وبنائه من جديد.

لذلك سيكلوجية الانسان عامل مهم في بناء التعددية وتقبل الخلافات ” فقط توعية الناس بأنهم ليسوا أفكارهم وأن افكارهم ليست هم” من هذا المنطلق سيكون من السهل تقبلهم لبعضهم ولن يكون هناك شعور بأنك تمس ذاتي أو أمس ذاتك

اتمنى تكون فكرتي وصلت بشكل أفضل ^_^

خالص التقدير
رُفيدة الشيباني

]]>