الرئيسية صدى الأحداث التقرير الميدانى لفريق التنوع لإعتصام رابعة العدوية

التقرير الميدانى لفريق التنوع لإعتصام رابعة العدوية

11 ثانية
1
0
2,142

تقارير الميادين

قام مركز التنوع للدراسات على مدار الشهريين الماضيين بداية من 1/6/2013 برصد ومتابعة ميادين التظاهر السياسي فى مصر على اختلاف أنواعها وأهدافها وجماهيرها،ما بين ميدان كان  ينادى بإسقاط الرئيس المعزول مرسي وميدان أخر يطالب بحتمية عودة الرئيس المعزول محمد مرسي ، وميدان ثالث يهتف بعدم عودة الرئيس مرسي المعزول وعدم تمكين المؤسسة العسكرية من تولى زمام السلطة السياسية في مصر – الميدان الثالث-؛والهدف من هذه المتابعة الميدانية هو معرفة طبيعة التركيبة الاجتماعية والنفسية للجماهير في هذه الميادين وطبيعة مطالبها السياسية والبحث عن أفاق للحل السياسي للخروج من نفق الشقاق إلى بر الوئام والوفاق، و سننشر هذه التقارير الميدانية تبعا بعد انتهاء فريق العمل من الكتابة والتحرير والمراجعة ،وسنبدأ بالتقرير الخاص بميدان رابعة العدوية

النواة الصلبة

قام فريق التنوع للرصد الميداني بالتوجه إلى ميدان رابعة العدوية  يوم 28/7/2013 للوقوف على طبيعة  التواجد الجماهيري هناك والذي يعد النواة الرئيسة لأنصار الرئيس محمد مرسي المعزول، والذي يعد أيضاً من أكثر الميادين المصرية الحالية  كثافة من حيث عدد المعتصمين وليس المتظاهرين فقط، ونقصد بالمعتصمين هم الأفراد الذين يقيمون بالميدان بشكل كامل مع توفر نظم إعاشة لهم من خيام وطعام  وخدمات

على مشارف القلعة:

خضع فريق التنوع للتفتيش الدقيق على مداخل ميدان رابعة من قبل الأفراد القائمين بالحراسة والتأمين وهم أفراد من المعتصمين فى الميدان وكان التفتيش على مرحلتين وشمل التأكد من الهويات الشخصية، وتفتيش الحقائب، والتأكد من عدم وجود أجسام صلبه فى الملابس، وفور  الانتهاء من مرحلة التفتيش الثانية و نحن فى اتجاهنا إلى قلب الميدان حيث المنصة الرئيسة وجدنا على اليمين واليسار مئات الخيام الممتدة على مرمى البصر تقريبا فى كل الشوارع الجانبية ملئيه بالمعتصمين حيث وجدنا تقريبا ما يشبه مجتمع كامل فى محيط هذه الخيام من حيث التالي

1- وجود أسر كاملة في العديد من الخيام (الأب والأم والأنباء) وأحيانا تجد عائلات ومعها الجد والأعمام والأخوال، والجيران.

2- هناك تقسيم للخيام خاضع للمنطقة الجغرافية من ناحية المحافظات فهناك خيام مكتوب عليها كفر الشيخ وأخرى سوهاج وثالثة المنيا ورابعة البحيرة

3- وجود حركة بيع وشراء نشطه في محيط الخيام من حيث  بيع الشاي، وحلوى رمضان والعصائر وغيرها من مظاهر البيع الجائل، ولاحظنا أن المحلات السوبر ماركت الموجودة في محيط ميدان رابعة العدوية عليها ضغط كبير والعديد منها حول واجهة المحلات إلى لافتات تحمل مطالب المتظاهرين في الميدان وبالتالي أصحاب هذه المحلات يُمثل لهم ميدان رابعة العدوية ربح مالي غير مسبوق بحكم حركة البيع المتواصلة .

4- شكل الخيام والجمهور المتواجد فيها وما حولها من حركة بيع وشراء واستقرار يعطى انطباع واضح بقدرة هؤلاء المعتصمين على البقاء في الميدان لمدد زمنية كبيرة

الاقتراب من القلب القائد  :

بعد انتهاء الفريق من تفقد أماكن الاعتصام تم التوجه لأهم مكان في نظر الفريق وهو المنصة  الإعلامية التي تمثل القائد الحقيقي المباشر للمتظاهرين والمعتصمين والتي تعمل على مدار 24 ساعة تقريبا لبث روح الصمود والبقاء في الميدان وإذاعة الأخبار والبيانات وغيرها من الأنشطة  الإعلامية

ورصدنا أهم معالم الخطاب السائد من على المنصة فوجدنا التالي :

1- الخطاب عاطفي بشكل كبير يخضع لفلسفة الشحن العاطفي والنفسي باستخدام كافة الوسائل والتي من أبرزها الخطاب الديني الذي يمجد الشهادة والاستشهاد وكرامة الشهداء والذى يعتبر عودة الرئيس مرسي هي معركة بين حق وباطل

2- التركيز على قصص ووقائع الضحايا الذين سقطوا عند نادي الحرس الجمهوري ومنصة النصب التذكاري

3-  الاستضافة شبه الدائمة لأسر الشهداء على المنصة للتأكيد على حقهم و ضرورة الثبات فى الميدان

4- خطاب المنصة حاد وصفري فهو يعرض ثنائية واحدة إما عودة مرسي للرئاسة أو البقاء في الميدان حتى لو كان الثمن هو الفناء والقتل  لكل المعتصمين

5-خطاب المنصة هو أكثر الخطابات استماعاً وثقة لدى المعتصمين والمتظاهرين في الميدان، وما يُذاع على المنصة يُشكل الحالة النفسية لمعظم المعتصمين.

مناطق الخدمات :

بعد أن تفقد الفريق المنصة تم التحرك  فى باقي أجزاء  الميدان ،حيث لفت نظر الفريق وجود المطابخ الضخمة المخصصة لإعداد طعام الإفطار للمعتصمين، ووجود مناطق للحمامات النسائية والرجالية ومناطق للخدمات الإعلامية مثل توزيع الصحف والنشرات  نموذج- صحيفة الحرية والعدالة –

 أين السلاح ؟؟

كانت زيارة فريق التنوع للميدان غير ُمعلنه وكانت ليلاً حتى نتمكن من رؤية الميدان كما هو بدون تكلف ولا تغيير، وقد تحرك الفريق فى اتجاهات شتى فى الميدان مرورا بالخيام والطرق وأماكن الخدمات والمطابخ  فلم نشاهد أى مظاهر تسلح تُذكر بين المعتصمين كما كنا نسمع فى بعض وسائل الإعلام ،وهذه شهادة فى ضوء إمكانيات وقدرات المركز وفريق العمل الميداني المكون من ثلاث أفراد .

 المشهد العام

الشكل العام فى الميدان يتلخص فى التالي

1- حضور شعبي كبير يغلب عليه التوجه الإسلامي بطبيعة الحال، ولكن ليس كل المتواجدين هم  من الإخوان المسلمين والجماعات السلفية، هناك فريق من الحضور جاء بالنداء العام وليس الحشد التنظيمي

2- هناك تنوع جغرافي بارز للحضور من ناحية وجود تواجد مجموعات من كافة محافظات مصر وخصوصا مناطق الصعيد ،المنيا ،أسيوط ، سوهاج.

3- هناك تواجد لافت ونشط للنساء في الميدان من كافة الأعمار

4- يلاحظ عدم وجود مجموعات مسيحية في الميدان أو فئات سياسية مثل اليساريين أو الليبراليين .

5- وجود عدد معتبر من المصريين المقيمين في خارج مصر الذين قرروا العودة والانضمام لميدان رابعة خصوصا من منطقة الخليج

6- لم نشاهد وجود أى عناصر غير مصرية فى الميدان أثناء الزيارة

التحديات الصلبة :

بعد هذه الجولة الميدانية سنعرض أهم التحديات الصعبة التي يرها مركز التنوع بخصوص الاعتصام و المعتصمين والمتظاهرين فى الميدان وذلك لسرعة التعامل معها من قبل القائمين على الميدان ومن قبل السلطة المصرية الحاكمة الآن:

أولاً: أصبح هناك مجتمع رابعة وليس اعتصام رابعة فقط ،فهناك مجتمع مقيم فى هذه المنطقة  منذ قرابة الشهر أصبح له لغة خاصة ومصادر معلومات محددة يثق فيها، ويُشاهد قنوات فضائية بعينها.

 ثانياً:الأهداف السياسية المرفوعة في ميدان رابعة تعد أهدافاً حادة  فهي لا تعترف بالحراك الجماهيري فى يوم 30/ 6، ولا تعترف بالسلطة القائمة وتصف الواقع السياسي بالانقلاب  العسكري على الشرعية ،ومطلبهم الوحيد هو عودة الرئيس المعزول محمد مرسي ،ويقولون لا حوار ولا مغادرة للميدان إلا إذا عاد الرئيس مرسي!!

 ثالثاً: الشحن العاطفي المستمر للمعتصمين ومع روحانيات شهر رمضان الفضيل ومع ضخ المنصة الإعلامية لخطاب حماسي غير عقلاني كون سيكولوجية نفسية لدى المعتصمين قابلة للقتل والموت دون رهبه(حالة كربلائية) بامتياز .

 رابعاً: تكرار وقائع القتل  للمتظاهرين فى رابعة العدوية ولد بشعور بالمظلومية الشديدة و والشعور بالإقصاء  المجتمعي مما جعل بعضهم منهم شعاره “الموت فى الميدان أفضل من الموت فى الليمان “ويُضاف لذلك الخطاب الإعلامي الرسمي والعديد من وسائل الإعلام الخاصة حريصة على شيطنة كل من في ميدان رابعة العدوية  وهذا يُمثل ضغط نفسي وعصبي على المتظاهرين

توصيات التقرير

 وبناء على ما تقدم يمكننا الخروج بهذه التوصيات :

أولاً: لابد من توفر حل سياسي للأزمة والتعامل مع اعتصام ميدان رابعة من خلال الفعل السياسي وليس الحل الأمني فقط

ثانيا: فض الميدان بالقوة الخشنة متوقع أن يكون كارثى وذلك لكثافة التواجد البشرى خصوصا النساء والأطفال وكبار السن

ثالثاً: الشحن العاطفي والعقائدي الصادر من المنصة  له أثر عميق على سيكولوجية المعتصمين مما يتطلب تدخل مباشر من القائمين على السياسية الإعلامية للمنصة ،فنهاية الأزمة سيكون سياسي  والخروج منها سيكون بوسائل التفاوض والواسطة، ولكن مع هذا الخطاب المتشنج الصادر عن المنصة سيكون من العسير قبول المعتصمين بالحل التفاوضي مما سيُشكل عقبة أمام قادة الإخوان المسلمين أنفسهم ،فهناك خطاب فى الميدان شعاره “حتى لو قالوا لنا من المنصة أمشوا قبل رجوع مرسي مش هنمشي”

رابعاً: فض الميدان  حتى لو تم سلميا بدون توفير وقت  كافى للمعالجة النفسية للمعتصمين سينقل الغضب من مرحلة الغضب المُسيطر علية داخل محيط رابعة العدوية إلى غضب هائج فى ربوع مصر بحكم التنوع الجغرافي للحضور الجماهيري فى الميدان

خامساً:لابد من وقف الخطاب التحريضي فى الإعلام ضد المعتصمين فى رابعة حتى يمكن فتح مسارات عودة أمنه  للمعتصمين فى الميدان إلى قراهم ومدنهم بشكل أمان – بعض المعتصمين حكي لنا مدى العداء المجتمعي الحاصل له عندما عاد إلى قريته فى كفر الشيخ لدفن أحد أنباءه الذين سقطوا أمام نادي الحرس الجمهوري!!!

سادساً: ننصح المراكز البحثية المصرية والمثقفين ومراكز الدراسات بعمل زيارات ميدانية للوقوف على طبيعة الميدان وإبداع حلول إجرائية تتناسب مع كافة الأطراف  بما يحفظ سلامة المجتمع والدولة .

فى النهاية لابد للجميع من تحكيم صوت العقل ومراعاة الحالة النفسية لأطراف النزاع حرصا على الوطن وأمنه واستقراره.

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In صدى الأحداث

تعليق واحد

  1. Rawya

    3 أغسطس, 2013 at 11:15 صباحًا

    السلام عليكم
    اود ان أشكركم على هذا الجهد النزيه والشفاف، اعتقد ان هذا ما تحتاجه مصر الان، محاولة كل طرف وضع نفسه مكان الطرف الاخر وتفهم موقفه، والبعد عن التعبئة النفسية من الطرفين، حفظ الله مصر من كل سوء وفتنة

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…