الرئيسية تقارير ومقالات الرؤية الإستراتيجية للميدان الثالث -تقرير ميداني-

الرؤية الإستراتيجية للميدان الثالث -تقرير ميداني-

7 ثانية
1
0
2,991

تقارير الميادين

قام مركز التنوع للدراسات على مدار الشهريين الماضيين بداية من 1/6/2013 حتى 1/8/2013برصد ومتابعة ميادين التظاهر السياسي فى مصر على اختلاف أنواعها وأهدافها وجماهيرها،ما بين ميدان ينادى بإسقاط الرئيس/ محمد مرسي،و أخر يطالب بحتمية عودة الرئيس / محمد مرسي ، وميدان ثالث يهتف بعدم  قبول عودة الرئيس مرسي مع رفضه أيضا لتدخل المؤسسة العسكرية فى السلطة السياسية  – الميدان الثالث-؛والهدف من هذه المتابعة الميدانية هو معرفة طبيعة التركيبة الاجتماعية والنفسية للجماهير في هذه الميادين وفلسفة مطالبها السياسية والبحث عن أفاق للحل السياسي للخروج من  الشقاق إلى الوئام والوفاق، وهذا هو التقرير الثاني فى سلسلة التقارير ويتناول الميدان الثالث .

بعيداً عن الضجيج

تحت أقدام تمثال الأديب العالمي/ نجيب محفوظ، وتحديدا فى ميدان سفنكس بمنطقة المهندسين بمحافظة الجيزة بعيدا ًعن الصخب الهادر فى ميدان رابعة العدوية وعن الزخم الإعلامي الكثيف فى ميدان التحرير، وقف مئات من الشباب والفتيات يوم 26/7/2013 ليدشنوا ما يُعرف “بالميدان الثالث”، وقد رصد فريق التنوع هذا الميدان منذ الانطلاقة الأولى له واستمرت متابعة  التنوع لكل فعاليات هذا الميدان منذ البداية وحتى كتابة هذا التقرير اليوم 10/8/2013.

وعلى الرغم  من ضآلة عدد الحضور قياسا بميدان التحرير ورابعة والنهضة إلا أن الحضور المتواجد يعكس صورة مصغرة عن المجتمع المصري فهناك شباب مسيحيين ومسلمين، وفنانين وكُتاب وصحفيين، وهناك من يحمل صورة جيفارا وأخر يرفع المصحف

 ويُعرف الشباب المؤسس للميدان الثالث أنفسهم بالتالي ” لم نجد لأنفسنا مكان فى الميدان الأول، ولا فى الميدان الثاني، فحق الوطن علينا أن نقف وحدنا في ميدان جديد

الفريق المؤسس

ومن خلال رصد فريق التنوع للشباب القائم على فكرة الميدان الثالث وجدناهم يشتركون فى التالي

1-     المشاركة وبفعالية فى ثورة 25 يناير 2011 منهم ( محمد عباس، أحمد عادل، عبد الله وجيه، شادي جلال)

2-    قناعتهم الراسخة بضرورة عدم  تدخل المؤسسة العسكرية فى الشأن السياسي

3-    اتفاقهم على خطورة حركة الإخوان المسلمين على طبيعة الدولة المدنية المصرية

4-    ضرورة استكمال  أهداف ثورة 25 يناير( عيش، حرية، عدالة اجتماعية)

5-     احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية لكل المصريين  بغض النظر عن الانتماء السياسي – فهم مثلا ضد فض الإعتصامات بالقوة، وضد ممارسات العنف تجاه المتظاهرين، ويطلبون بتطبيق العدالة على كل المتهمين فى  سواء  كانوا من المؤسسة العسكرية أو من الإخوان المسلمين

6-    يرون المخرج السياسي للأزمة المصرية الحالية سيكون بعيداً- كما يقولون- عن الفاشية العسكرية والفاشية الدينية .

كرة الثلج

منذ بداية أول فعالية للميدان الثالث عصر يوم 26/7/2013 تتابعت الأنشطة التي رصدناها وقد انحصرت فى وقفات احتجاجية باللافتات في محيط ميدان سفنكس وبعض المسيرات المحدودة بين ميدان مصطفى محمود وميدان سفنكس، وقد دون فريق التنوع ملاحظاته عن هذه الأنشطة :

أولاً: زيادة أعداد المشاركين فى المسيرات مقارنة بالتالي قبلها؛ -الأعداد تصاعدت تقريبا من 100 شخص فى الوقفة الأولى إلى 300  فرد فى الثانية حتى وصلت الأعداد فى المسيرة الأخيرة قبل عيد الفطر إلى قرابة 1000 مشارك –

 

ثانيا:الحضور كله من الشباب قرابة (90%) ونسبة الفتيات تكاد تقارب نسبة الشباب  ولا يكاد يوجد فئات فوق سن 45 عاما .

ثالثا: كثافة التغطية الإعلامية لنشاط الميدان الثالث من حيث عدد المراسلين والفضائيات والصحفيين وبالأخص المحطات الغربية التي حضرت  منذ الوقفة  الأولى للميدان الثالث

رابعاً: معظم المشاركين فى الفعاليات من المثقفين – النخبة- فلم نرصد مشاركة من فئات اجتماعية غير مثقفة وغير مهتمة بالفكر وسط الواقفات

خامسا: هناك اهتمام كبير من رجل الشارع نحو هذه الوقفات ؛وخصوصا من خلال التركيز على اللافتات المرفوعة التي تطالب بإسقاط العسكر والإخوان معا،فيكون سؤال الناس “طيب يعنى نعمل أية ؟؟”

خامسا: تعرض وقفات الميدان الثالث لهجوم حاد للعديد من وسائل الإعلام المصرية حيث أفرد برنامج القاهرة اليوم قرابة نصف ساعة للهجوم على فكرة الميدان الثالث وخطورته على المشهد السياسي المصري

سادسا: تعرضت فكرة الميدان الثالث إلى هجوم حاد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين ونشر العديد من شباب الجماعة تفسيرات تآمرية عن الفكرة ،ووصف بعضهم الميدان الثالث بمصطلح (ميدان ضرار)

 

 

 

 

 

الخيط السياسي الناظم للميدان الثالث:

 يمكننا فهم الخيط السياسي الناظم لفكرة الميدان الثالث من خلال ما  توصل له فريق التنوع  بواسطة الحوار المباشر مع الفريق المؤسس للميدان الثالث ومن خلال ما هو منشور على صفحة  الميدان الرسمية على الفيس بوك حيث يحدد مؤسسو الميدان دائرة المعارك السياسية الداخلين فيها وفق الأتي:

– لدينا معركة قديمة، طويلة، وأساسية، مع نظام مبارك الفاسد، وأي تنازل عن حق الشعب المصري لدى هذا النظام وأعوانه، هو تفريط في حق الشهداء

– لدينا معركة مع العسكر، الثورة التي نعرفها قامت لأجل حكم مدني، لا عسكري، لا ديني..

– لدينا معركة أساسية مع وزارة الداخلية، التي عذبت الشعب المصري لعقود طويلة، والتي تورطت في جرائم مباشرة ضد الإنسانية، وسيظل مطلب تطهيرها والرقابة الحقوقية عليها وعلى أفرادها مطلب أساسي

– الإعلام المصري بشكل عام، يفتقد للمهنية ويعاني من الانحياز السياسي، ويمارس التحريض، لا فارق في ذلك بين القنوات الدينية، إو قنوات رجال الأعمال، نرفض إغلاق القنوات الإسلامية، ونرحب بأية مواثيق شرف تراعي حق المواطن في المعرفة والاختيار

– آن الأوان لرحيل دولة العواجيز، عواجيز الإخوان، عواجيز العسكر، عواجيز القضاء، عواجيز رجال السياسة، بداية الطريق إلى المستقبل يبدأ بتمكين الشباب

نقاط قوة فكرة الميدان الثالث:

أولاً: هو أقرب الميادين لروح ثورة 25 يناير2011 من حيث الأهداف وطبيعة المؤسسيين

ثانياً:  ميدان ُمتخفف من كثافة الأيديولوجيا الدينية والوطنية

ثالثاً:  ميدان غير ُمثقل بمعارك تاريخية مع الدولة المصرية والشعب المصري عكس الإخوان المسلمين، وفلول الحزب الوطني السابق

رابعاً:  الفريق المؤسس للميدان من الشباب ذوى الخبرة الجماهيرية والعمل الثوري

خامساً: قابلية الفكرة للإتنشار والتجاوب الجماهيري عالية خاصة للفئات التي لاترغب في عودة حكم الإخوان المسلمين، ولا تحب الهيمنة العسكرية على الشأن السياسي

سادساً: الميدان الثالث يبدو منحاز للمبادئ  حيث أنه ضد قمع الحريات وعودة الدولة البوليسية وينادى بتطبيق القانون على الجميع دون تفريق أو تمييز

سابعاً: حصول فكرة الميدان الثالث على تأيد نوعى من بعض الكُتاب مثل الكاتبة / أهداف سويف، والناشطة /سامية جاهين

نقاط ضعف الميدان الثالث:

أولاً: عدم وجود رؤية سياسية صلبة واضحة المعالم والتفاصيل للخروج من الأزمة الراهنة

ثانياً: الميدان الثالث جمهوره نخبوبى بامتياز.

ثالثاً: ليس للميدان تمدد جغرافي فى ربوع مصر،مازال محصور فى القاهرة

رابعاً: ضآلة الأعداد المشاركة فى الواقفات الاحتجاجية رغم مرور شهر تقريبا على بدأ الفكرة والتغطية الإعلامية الكثيفة من الفضائيات والصحافة

خامساً: ليس هناك لغة جماهيرية  للميدان جاذبة للمواطن وخصوصا الطبقة الغير مثقفة

سادساً:الميدان الثالث حتى الآن ينتمي للمشاريع الفكرية أكثر من انتماءه للعمل الجماهيري الحاشد

سابعاً: انحسار أنشطة الميدان الثالث فى واقفات احتجاجية سريعة تستغرق ساعات معدودة ليس لها جاذبية ثورية مثل اعتصامات رابعة وميدان النهضة والتحرير

ثامنا: ضعف التنسيق والتواصل مع المشاريع الميدانية المشابه فى الأهداف مثل مبادرة ميدان جديد، وحركة أحرار.

ختاماً

  فريق التنوع يُصدر هذه السلسلة من تقارير الميادين تبعا لمراقبة الشأن السياسي المصري و لمساعدة الفاعلين السياسيين وصُناع القرار في عمل مقاربة حقيقية للأحداث على الأرض حتى تأتى الحلول الناجزة التي تنقل مصر نحو الاستقرار والعافية .

عرض مقالات ذات صلة
Load More By ياسر الغرباوي
Load More In تقارير ومقالات

تعليق واحد

  1. يحيى علي

    13 أغسطس, 2013 at 1:48 صباحًا

    قصة التيار الثالث :
    ما تمر به مصر هو حالة مشابهة لما مرت به اليمن أثناء فترة الثورة الشاببية الشعبية في اليمن مع الإختلاف في بعض التفاصيل بما يتناسب مع خصوصية كل بلد و المستجدات التي مرت به .
    التيار الثالث هو نسخة أخرى من مجموعة نشأت في اليمن أثناء ثورته تحت لافتة (إرحلوا جميعا) و المقصود بجميعا هو قيادات طرفى المعركة أي علي عبد الله صالح و زمرته من جهة و علي محسن الأحمر و أولاد الشيخ عبد الله الأحمر و قيادات التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمون فرع اليمن” .
    و قد نشأت هذه الحركة عندما شعر النظام اليمني السابق أنه لم يستطيع الصمود كثيرا أمام الثورة الشعبية فأوعز إلى بعض المحسوبين عليه من المشاركين في الثورة الشعبية ” و هذه كانت أحد أوراقة التي رماها لوقت الحاجة ) بالقيام بهذه الحركة من أجل شق صف الثورة من جهة و للضغط على خصومة السياسيين من جهة ثانية و محاولة للإستفادة من بعض السخط الشعبي تجاههم لتقليص تأثيرهم في الشارع .
    و يبدوا أن التيار الثالث نسخة مشابهة لهذه الحركة و لكن بما يتناسب مع الواقع المصري.

    رد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

لقاء مع المفكر المصري الباحث والمهتم بقضايا بناء السلام والمصالحة المجتمعية

يحاوره د.عبد الله مشنون  يُعد الأستاذ ياسر الغرباوي أحد المفكرين المصريين البارزين عل…